كتاب البخلاء للجاحظ
صور الجاحظ في كتابه البخلاء الذين قابلهم وتعرفهم في بيئته الخاصة خاصة في بلدة مرو عاصمة خراسان ، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً ، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا.
ـ وقصص الكتاب مواقف هزلية تربوية قصيرة وقد عرض الكتاب بأسلوب طبيعي مع استخدام ألفاظ عامية وكثرة استخدام أسلوب الحوار.
ـ والكتاب دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء.
المؤلف هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الشهير بالجاحظ توفي سنة ٢٥٥ هجرية
أبو عثمان عمر بن بكر الكناني (776-869 م؛ 163-255 هـ)، اشتهر باسم الجاحظ لجحوظ عينيه، وهو رمز من رموز الأدب وقد عاش في بدايات العصر العباسي. ولد الجاحظ وتوفي في مدينة البصرة بالعراق. ويقال أن جده كان عبدًا من شرق أفريقيا. كان الجاحظ كاتبًا غزير الإنتاج وقد تنوعت كتاباته في العديد من الموضوعات منها علم الحيوان والسياسية والأخلاق تاركا ورائه بفضل ذلك العديد من الأعمال البارزة. وينسب إليه وضع وضبط قواعد الكتابات النثرية باللغة العربية. يُعد كتاب البخلاء للجاحظ بمثابة موسوعة علمية وأدبية واجتماعية وتاريخية وجغرافية يروي خلالها قصص شخصيات قابلها عرفت بالبخل إلا أن هناك بعض الشخصيات يُعتقد أنها من نسج خياله. وقد سخر من طمع المعلمين والمغنيين والكتبة والمتسولين في قالب نثري قصصي مفعم بالحياة. وقد عمد إلى وصف شخصياته بأسلوب موضوعي وواقعي فطن يعتمد على الفكاهة وقد رسم شخصيات تتسم بالودية والسذاجة.